تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
تفاسير سور من القرآن
100683 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُون .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله جل وعلا : وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ .
لما بين الله جل وعلا عظمته، وأنه خالق كل شيء المستحق بأن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يعبد وحده -نهى عن الفساد في الأرض بعد إصلاحها، وأمر بأن يدعوه عباده خوفا وطمعا، قال: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا .
والمراد بالإفساد في الأرض يشمل الشرك؛ الشرك بالله وسائر المعاصي؛ لأن من أعظم الفساد في الأرض الشرك بالله. والشرك بالله ومعاصيه قد يحبس الله بسببها المطر فتموت الحبارى في وكرها، والجعير في جحره بسبب ذنوب بني آدم. وقول الضحاك وغيره: لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ لا تغوروا الأنهار، و.. المياه الجارية وتقطعوا الأشجار المزهرة كل ذلك داخل في هذا.
وربما كان قطع الشجر مصلحة للمسلمين إذا كان فيه حصار للكفار ومضرة عليهم كما يأتي فيما وقع في بني النضير في قوله: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ؛ أي من نخلة أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ .
ومن الفساد في الأرض قطع الدنانير وإفساد السكة، وكل معصية لله وضرر على المسلمين وشرك بالله كل جميع هذا من الفساد في الأرض الذي نهى الله عنه؛ لأن طاعة الله كلها صلاح يستوجب المطيعون بها رحمة الله ونعيمه وعافيته وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ و وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا .
فطاعة الله وتقواه سبب لإدرار الأرزاق والعافية؛ كما قال تعالى عن نبيه نوح يا قوم اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا قال عن نبيه هود أنه قال لقومه : اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إلى قوله : يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ .
وهذا متكرر في القرآن فالمعاصي والشرك كلها إفساد في الأرض، وطاعة الله واتباع أوامره كلها إصلاح في الأرض .
ومعنى وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ؛ أي بالشرك والمعاصي، وجميع أنواع الفساد، بَعْدَ إِصْلَاحِهَا بعد أن أصلحها الله بأن بعث فيها الرسل الكرام وعلموا أوامر الله ونواهيه وما به صلاح الدنيا والآخرة، وإن مبعث الرسل تستقيم به أمور الدنيا ويصلح به جميع الشعوب، مما يصلح الدنيا والآخرة.
فمن جاء لأمور الناس وهي صالحة قائمة على أوامر الله وشرعه الذي جاءت به رسله وغيّر في ذلك وأفسد، وأشرك وعصى؛ فقد أفسد في الأرض بعد إصلاحها، وهذا هو الأظهر في معنى الآية.

line-bottom